كلام نواعم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات كلام نواعم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل

 

 الوتد والخيمة محمد الماغوط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ENG-MAJED
مشرف
مشرف
ENG-MAJED


ذكر
عدد الرسائل : 225
العمر : 35
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : chess
الرتبة : الوتد والخيمة محمد الماغوط Rang10
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

الوتد والخيمة محمد الماغوط Empty
مُساهمةموضوع: الوتد والخيمة محمد الماغوط   الوتد والخيمة محمد الماغوط Emptyالإثنين مايو 26, 2008 12:48 am

هل الانسان المثالي هو الذي يخفي عيوبه الفكرية والجسدية تحت الأحزمة والمشدات، مثل الارتيست قبل النزول إلى الشوارع؟
وهل إذا رسمت دولة ما حمامة مرفرفة على أبواب سجونها، أقنعت نفسها ومواطنيها بوجود الحرية في أراضيها.

أقول هذا رداًّ على سؤال لأحد القرّاء يعيب عليّ اعترافي بأن معظم مواقفي كرتونية.

أولاً: أنا لست فخوراً بذلك.

ثانياً: منذ أن أكلت أول ( بوكس تقدمي) في حياتي قبل سبع وعشرين سنة لم أعد أطمئن إلى أحد، بل منذ ذلك الحين أصبح مستقبلي في ملعقتي.

ثالثاً: أستطيع أن أقول إن ذلك هو ضريبة التضحية والنضال في سبيل الشعب، وأستطيع أن أخترع لك تاريخياً نضالياً لا غبار عليه. في سنة كذا جرحت، وفي المظاهرة الفلانية خرمشت ولكن الحقيقة غير ذلك بتاتاً.

والقصة وما فيها، هي أنني في الثالثة عشرة من عمري كنت وحيداً فقيراً في قرية أكثر وحدة وفقراً من مواطنيها. وكانت الريح تعصف والمطر ينهمر وأنا أتسكع في زواريبها المظلمة المقفرة لا أعرف كيف أصرف وحدتي وضجري. حاولت تلك الليلة الدخول إلى البيت فكان مغلقاً، حاولت الدخول إلى السينما، فلم أجد نقوداً، فقررت الدخول في أحد الأحزاب. كنت كملايين الفلاحين الفقراء في تلك الحقبة أكثر وحدة وجفافاً من الوتد، وعليه أن يدق في أرض ما ويُشدّ إليه خيمة ما.

المهم، كان هناك حزبان جديدان يتنافسان في القرية، وفي طريقي للانتساب إلى أحدهما اتضح لي أن أحدهما بعيد عن الحارة ولا يوجد في مقرّه مدفأة. . . ولأنني كنت متجمد الأطراف من البرد، اخترت الثاني دون تردد لأنه قريب من حارتنا وفي مقرّه مدفأة. . . وللآن لم أقرأ مبدأ من مبادئه، ومنذ أن انتهت موجة البرد بعد أيام لم أحضر له اجتماعاً، ولم أقم بأي نشاط لصالحه على الإطلاق، باستثناء مرة واحدة كلفوني بها بجمع تبرعات من إحدى القرى التي كنت أعمل في بساتينها فجمعت التبرعات والاشتراكات، واشتريت " بنطلون" وذاك وجه الضيف.

ومنذ ذلك الحين قال الكريم خذ. ونظراً ليفاعتي أولتني السلطات اهتماماً بالغاً وقرّبتني بسرعة من سن الرجولة والإيمان بالوطن والحرية وصار لي فوراً لحية وشوارب وعمامة من الضمادات.

ومنذ ذلك الحين وأنا أتحاشى أي لابس قبعة حتى لو كان جابي باص أو بائع بوظة.

فماذا تنتظر من مواطن مرّت عليه ولمدة سنوات وسنوات شاحنة محملة بالقيم والشعارات والخطابات، وكل سائق له مزاجه الخاص واتجاهه الخاص؟ وماذا تتوقع أن يخرج من تحتها بعد ذلك؟ ملكاً للكمال الجسماني؟


اسكت يا رجل، لو أنني استعملت " عكازا" لكل عضو محطم في أعماقي لاحتجت إلى " منجرة" قرب بيتي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوتد والخيمة محمد الماغوط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد الماغوط
» طوق المامة محمد الماغوط
» الجاحظ محمد الماغوط
» الخروج محمد الماغوط
» السقف محمد الماغوط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلام نواعم :: الفكر-
انتقل الى: