تنجم الفصول كما هو معلوم عن ميل محور الأرض على مستوي مدارها. لو كان محور الأرض عمودياً على مستوي مدارها لكانت الشمس على الدوام فوق خط الاستواء. تغدو الفروق الحرارية المترتبة على اقتراب الأرض وابتعادها عن الشمس أكبر في هذه الحالة.
ما الذي يحدث لو انطبق محور الأرض على مستوي مدارها حول الشمس. يمتد اليوم المشمس حتى سبعين يوماً وبعكسه الليل. تتميز الفصول بالقسوة البالغة إذ تصل فروق درجات الحرارة بين فصل وآخر حتى مئة درجة. تزداد الاختلافات بين الساعات البيولوجية لبني البشر ويغدو التفاهم بينه صعباً إن المناطق الاستوائية هي المناطق الأفضل على هذا الكوكب حيث يكون طول اليوم بحدود 24 ساعة. تصبح أحداث الخسوف والكسوف نادرة ولا تقع إلاَ مرة كل 40 سنة . لا تتكرر أطوار القمر. واقع تعاني الأطوار القمرية المتناظرة من التغير بشكل شهري كما تندر رؤية القمر البدر. يفقد المد والجزر دوريته.
لن تنشأ الحياة إلا في منطقة خط الاستواء, لكنها تنتشر وتأخذ بالتلاؤم مع مناطق شديدة البرودة والظلمة أو الحر والضوء. إن صمدت الحياة بعد ذلك فلن تكون حياة موحدة المواصفات بل صفوف متناقضة من الكائنات. يزداد مثلاً عدد الحيوانات التي تتحول إلى سبات في الشتاء. أما الأشجار فتكون إبرية على نحو خاص عند الاستواء كما تقوم بتزويد نفسها بنظام تكييف خاص.
